نظريات النمو الانفعالي عند الطفل، النمو الانفعالي هو عنصر أساسي في تطور الطفل. يتحدد بشخصيته وكيفية تعامله مع مشاعره. الأطفال يمرون بمراحل مختلفة من النمو تبدأ من الطفولة المبكرة حتى المراهقة. كل مرحلة تحمل تحديات وفرص جديدة لتطوير الانفعالات. نظريات النمو الانفعالي تساعد في فهم كيف يتأثر الأطفال بعوامل مختلفة مثل الأسرة والمدرسة والمجتمع.
العلماء والباحثون قدموا عدة نظريات لشرح كيفية نمو الانفعالات لدى الأطفال. هذه النظريات توضح كيف تتشكل المشاعر وتؤثر على السلوك والتفاعل الاجتماعي. كما تسلط الضوء على أهمية التجارب العاطفية المبكرة.
في مقال نظريات النمو الانفعالي عند الطفل على موقع ادراكيات، سيتم استعراض أبرز نظريات النمو الانفعالي وتأثيرها على صحة الطفل النفسية. ستتم مناقشة عوامل مثل الوراثة والبيئة والثقافة وكيفية تأثيرها على نمو الانفعالات. وأخيراً، ستعرض بعض التطبيقات العملية لمساعدة الأطفال في تطوير انفعالات صحية وإيجابية.
نظريات النمو الانفعالي عند الطفل
تشير نظريات النمو الانفعالي إلى العديد من النظريات التي تفسر كيفية تطور الانفعالات لدى الأطفال. هذه النظريات تستند إلى أبحاث وتجارب سابقة حول تطور الطفولة وتؤكد على أهمية العوامل التي تؤثر في تكوين الانفعالات.
واحدة من هذه النظريات هي النظرية النفسية للتطور لجان بياجيه، حيث يؤكد أن التجارب التي يختبرها الطفل في مراحل نموه تلعب دورًا هامًا في تشكيل انفعالاته. كما تشير النظرية النفسية الديناميكية للنمو الانفعالي إلى أن الانفعالات تتأثر بالاحتياجات والصراعات الداخلية.
إلى جانب ذلك، فإن العلاقات الاجتماعية والبيئة الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الطفل لها تأثير كبير على تطور الانفعالات لديه. وتشير الدراسات إلى أن الوراثة والعوامل البيولوجية أيضًا تلعب دورًا في تحديد نمو الانفعالات لدى الأطفال.
من المهم أن تتوافر تطبيقات عملية لتعزيز النمو الانفعالي الإيجابي لدى الأطفال. من خلال التفاعل مع الأطفال، وتقديم الدعم والحنان، وتعليم مهارات إدارة الانفعالات، يمكن تعزيز صحة الانفعالات لديهم وتعزيز تكوين شخصية صحية.
النظرية النفسية للتطور لدى جان بياجيه
جان بياجيه (1896-1980) هو عالم نفس بارز في القرن العشرين ومن أبرز إسهاماته نظريته النفسية للتطور. توصل بياجيه إلى أن التفكير والاستدلال لدى الأطفال يتغير بمرور الوقت وتطورهم، وقد أطلق على هذا التطور اسم “التشعب المنتصف”.
تستند النظرية النفسية للتطور لدى جان بياجيه على مفهوم البناء العقلي، حيث يؤمن بأن الأطفال يشيرون إلى فهمهم للعالم من خلال التفاعل معه وبناء نماذج عقلية. ويرى بياجيه أن الأطفال يعبرون عن فهمهم الشخصي للعالم من خلال مشاركة أفكارهم وأفكارهم مع الآخرين.
وتشمل مراحل التطور المعرفية في نظرية بياجيه المرحلة الحسية المحركة (0-2 سنة) ومرحلة المراحل المسبقة (2-7 سنة) والمرحلة التشعب المنتصف (7-11 سنة) ومرحلة العمليات العقلية المطلقة (11+ سنة). يعتبر بياجيه أن هذه المراحل تسهم في التفكير التطوري وفهم الأطفال للعالم من حولهم.
وباختصار، فإن النظرية النفسية للتطور لدى جان بياجيه تشدد على أهمية تفاعل الأطفال وتجاربهم مع العالم لتطوير قدراتهم العقلية والمعرفية.
النظرية النفسية الديناميكية للنمو الانفعالي
النظرية النفسية الديناميكية للنمو الانفعالي تركز على العوامل الداخلية التي تؤثر في تطور الانفعالات لدى الأطفال. يؤمن هذا النظرية بأن الانفعالات تظهر نتيجة التفاعل بين الرغبات والحاجات والصراعات الداخلية للطفل. وتركز هذه النظرية على أهمية العوامل النفسية المتسببة في ظهور الانفعالات وتأثيرها على سلوك الطفل.
وفقًا للنظرية النفسية الديناميكية، يعتبر اللاوعي جزءًا مهمًا من تشكيل الانفعالات لدى الطفل. فالأفكار والرغبات التي يكون الطفل غير مدرك لها تؤثر على سلوكه ومشاعره. وعلى سبيل المثال، قد ينشأ التوتر أو الغضب لدى الطفل نتيجة صراع داخلي بين رغبته في شيء ما وبين القيود التي يفرضها البيئة المحيطة به.
تعتبر النظرية النفسية الديناميكية للنمو الانفعالي مفهومًا مهمًا في علم النفس التنموي، فهي توفر نظرة شاملة حول سبل التأثير على تطور الانفعالات لدى الأطفال. من خلال فهم العوامل النفسية والصراعات الداخلية، يمكن للأشخاص المهتمين بتطوير الطفل أن يوجهوا توجهاتهم بطريقة تعزز التطور الانفعالي الصحي لدى الأطفال.
النمو الانفعالي في علم النفس التنموي
يُعد النمو الانفعالي جزءًا هامًا من مجال علم النفس التنموي. يركز هذا الفرع من علم النفس على فهم تطور الانفعالات لدى الأطفال وكيفية تأثيرها على سلوكهم ونموهم الشخصي. يهتم علم النفس التنموي بدراسة عملية تشكيل وتطور الانفعالات المختلفة وتأثيرها على صحة عقل الطفل وسلوكه.
تُعتبر التجارب العاطفية مكونًا أساسيًا في نمو الطفل الانفعالي. فمن خلال التفاعل مع الآخرين والتجارب المختلفة، يتعلم الطفل كيفية التعامل مع الانفعالات والتعبير عنها بطرق صحية ومناسبة. كما تلعب العلاقات الاجتماعية والثقافية دورًا هامًا في تكوين وتطور الانفعالات لدى الطفل.
يُؤثر النمو الانفعالي على شتى جوانب حياة الطفل، بما في ذلك التعلم وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية والمرونة العقلية. لذلك، يُعتبر فهم هذا النمو وتأثيره أمرًا هامًا للأشخاص المهتمين بتنشئة وتطوير الطفل.
تستند نظريات النمو الانفعالي في علم النفس التنموي إلى الأبحاث والدراسات المختلفة التي تُجرى في هذا المجال. تعزز هذه النظريات فهمنا لكيفية تكون وتطور الانفعالات لدى الأطفال، وتوفر استراتيجيات وتوجيهات لتعزيز نموهم الانفعالي بشكل صحي.
أهمية التجارب العاطفية في نمو الطفل
التجارب العاطفية هي عناصر أساسية في نمو الطفل الانفعالي. إنها تساعد الطفل على فهم المشاعر المختلفة وكيفية التعامل معها. من خلال التجارب العاطفية، يتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بشكل صحيح ومناسب. كما تساعده هذه التجارب في بناء علاقات صحية وتنمية المهارات الاجتماعية.
تعد التجارب العاطفية أيضًا أدوات تعليمية للطفل. حيث يتعلم الطفل من التجارب السابقة كيف يتعامل مع المشاعر في المستقبل. على سبيل المثال، إذا مر بتجربة مؤلمة في الماضي، فقد يتعلم كيف يتعامل مع المشاعر السلبية في المستقبل.
يؤثر التجارب العاطفية أيضًا على تطور الدماغ الانفعالي للطفل. حيث يتغير الدماغ بناءً على تجارب الطفل، وينمو الاستجابة العاطفية لديه. لذلك، فإن إتاحة التجارب العاطفية الإيجابية للطفل مهم لتطوره الشخصي والانفعالي.
من الأهمية بمكان للوالدين والمربين أن يقدموا بيئة داعمة للطفل تتضمن التجارب العاطفية الإيجابية. يجب على الوالدين أن يكونوا قدوة جيدة في التعامل مع المشاعر والعواطف، وأن يشجعوا الطفل على التعبير عن مشاعره بحرية وبدون مخاوف.
تأثير العلاقات الاجتماعية على تطور الانفعالات
تؤثر العلاقات الاجتماعية بشكل كبير على تطور الانفعالات لدى الأطفال. فالتفاعلات مع الآخرين تسهم في تكوين وتنمية مجموعة واسعة من المشاعر والردود العاطفية لدى الطفل. عن طريق التفاعل مع الأفراد الآخرين، يتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطرق مختلفة وكيفية التعامل مع مشاعر الآخرين.
ويمكن أن تكون العلاقات الاجتماعية إيجابية أو سلبية، وتختلف التأثيرات بناءً على طبيعة هذه العلاقات. فالعلاقات الاجتماعية الإيجابية تعزز نمو الانفعالات الإيجابية لدى الطفل وتسهم في تحسين صحته العقلية والانفعالية. بينما تؤثر العلاقات الاجتماعية السلبية بشكل سلبي على التطور الانفعالي للطفل، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة مشاكل السلوك والعواطف وتدهور الصحة النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب العائلة والأقران والمدرسة دورًا حاسمًا في تأثير العلاقات الاجتماعية على تطور الانفعالات. فعلى سبيل المثال، إذا كان لدى الطفل علاقات صحية ومستقرة مع أفراد العائلة والأصدقاء والمعلمين، فمن المحتمل أن يكون لديه انفعالات إيجابية وقوية. وبالمقابل، إذا كانت هناك علاقات سامة أو سلبية مع هؤلاء الأشخاص، فقد يتأثر الطفل بشكل سلبي ويظهر انفعالات سلبية.
بشكل عام، تشير الدراسات إلى أن العلاقات الاجتماعية التي يتمتع بها الطفل تسهم في تطور نمو الانفعالات لديه. ولذا، يجب على الأهل والمربين تعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية للطفل وتوفير بيئة داعمة ومحفزة تساعده في بناء تفاهم قوي وصحي مع الآخرين.
العوامل التي تؤثر على النمو الانفعالي للطفل
تتأثر الانفعالات لدى الطفل بعدد من العوامل المختلفة. تشمل هذه العوامل الوراثة والعوامل البيولوجية، حيث تؤدي التغيرات في التركيب الجيني والهرمونات إلى تأثير على تطور الانفعالات.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب البيئة الاجتماعية والثقافية دورًا هامًا في تشكيل الانفعالات لدى الأطفال. فالتعامل مع أفراد العائلة والأصدقاء والمعلمين، وتجارب الطفل في المجتمع والحياة المدرسية، يؤثر بشكل كبير على نمو الانفعالات لديه.
كما يمكن للتجارب العاطفية التي يعيشها الطفل أن تؤثر على انفعالاته. فعلى سبيل المثال، إذا تعرض لتجارب عاطفية سلبية مثل التجاهل أو الإهمال، فقد ينتج عن ذلك انفعالات سلبية لدى الطفل.
لا يمكن تجاهل العوامل الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على نمو الانفعالات للطفل. فالقيم والمعتقدات والتوجيهات الاجتماعية في المجتمع يمكن أن تؤثر بشكل كبير على طريقة تعبير الطفل عن مشاعره وتحكمه فيها.
وبشكل عام، يجب مراعاة هذه العوامل المختلفة لتحقيق تطور صحي للانفعالات لدى الطفل.
الوراثة والعوامل البيولوجية
تلعب الوراثة والعوامل البيولوجية دورًا هامًا في نمو الانفعالات لدى الأطفال. تتأثر الانفعالات بالتغيرات في التركيب الجيني والهرمونات، حيث يمكن أن ترث الأطفال بعض الانفعالات من والديهم. على سبيل المثال، قد يرث الطفل طبيعة هادئة أو عاطفية من والديه.
كما تؤثر العوامل البيولوجية على نمو الانفعالات للطفل. فقد تكون هناك اختلافات في مستوى الهرمونات ونشاط الجهاز العصبي للأطفال، مما يؤثر على طريقة استجابتهم للمحافز والتحكم في انفعالاتهم.
لا يمكن إغفال أهمية الوراثة والعوامل البيولوجية في تشكيل انفعالات الطفل، ولكن يجب مراعاة أيضًا العوامل الأخرى مثل التربية والبيئة الاجتماعية. فالوراثة والبيئة يعملان معًا لتحقيق التنمية الانفعالية للطفل.
البيئة الاجتماعية والثقافية ودورها في تكوين الانفعالات
تلعب البيئة الاجتماعية والثقافية دورًا حاسمًا في تكوين انفعالات الطفل. فالطفل يتعرض لتأثير العديد من العوامل البيئية والاجتماعية مثل الأسرة، والمدرسة، والأصدقاء، والمجتمع الذي يعيش فيه.
تركيبة عائلته ونوع التربية المتبعة تؤثر في طريقة استجابة الطفل للمحافز وتطوير قدراته في التحكم في انفعالاته. فمثلاً، يمكن أن تساهم بيئة عائلية داعمة ومحبة في تكوين انفعالات إيجابية لدى الطفل، في حين يمكن أن يؤدي بيئة عائلية مضطربة أو مهملة إلى تكوين انفعالات سلبية.
أيضًا، تلعب الثقافة دورًا هامًا في تشكيل الانفعالات لدى الطفل. فالقيم والمعتقدات الثقافية يمكن أن تؤثر في طريقة استجابة الأطفال للمحافز وفي تشكل نمط الانفعالات لديهم. فمثلاً، في بعض الثقافات قد يُشجع على ضبط الانفعالات وعرضها بشكل هادئ ومتحكم، بينما في ثقافات أخرى قد يُشجع على التعبير عن الانفعالات بحرية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الخبرات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في المدرسة أو مع أصدقائه على تطوير نمط الانفعالات لديه. فمثلاً، إذا تلقى الطفل ردود فعل إيجابية لانفعالاته من المعلمين والأقران، فقد يتشجع على تعزيز نمو الانفعالات الإيجابية والصحية.
التطبيقات العملية لنظريات النمو الانفعالي
يُعَدُّ فهم نظريات النمو الانفعالي لدى الطفل أمرًا هامًا لتطبيقه في الحياة العملية. تساهم هذه النظريات في تحسين فهمنا للطفل وتمكننا من التعامل معه بشكل فعَّال لتعزيز نموه الانفعالي الصحي.
واحدة من التطبيقات العملية لهذه النظريات تتمثل في مساعدة الأطفال على التعامل مع الانفعالات السلبية. فقد أظهرت الدراسات أن تحسين قدرات الطفل على تنظيم انفعالاته يؤدي إلى تحسين سلوكه وتعزيز رفاهيته العامة. وعلى سبيل المثال، يمكن للنظرية النفسية للتطور لدى جان بياجيه أن توجهنا لتقديم استراتيجيات عملية وفعَّالة لمساعدة الطفل في فهم مشاعره وتعبيره عنها بشكل صحيح ومناسب.
هذه التطبيقات العملية تشمل أيضًا تعزيز النمو الانفعالي الإيجابي لدى الأطفال. يتم ذلك من خلال توفير بيئة داعمة وحافزة تساعدهم على استكشاف وتطوير مجموعة واسعة من المشاعر والمهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل مع الآخرين. وعن طريق تنمية هذه المهارات، يكون الأطفال قادرين على بناء علاقات صحية والتعبير عن أنفسهم بشكل صحيح في مختلف السياقات الاجتماعية.
إن فهم نظريات النمو الانفعالي يمكن أن يضع أساسًا قويًا لتقديم المساعدة والدعم للأطفال في تطوير قدراتهم الانفعالية والاجتماعية. يساهم ذلك في تهيئة بيئة صحية وداعمة لتطور الأطفال وتعزيز رفاهيتهم العامة.
كيفية التعامل مع الانفعالات السلبية لدى الأطفال
تعتبر التعامل مع الانفعالات السلبية لدى الأطفال أمرًا هامًا لتعزيز صحة وسلامة الطفل الانفعالية. من أجل ذلك، يُنصَح باتباع الخطوات التالية للتعامل مع الانفعالات السلبية لدى الأطفال:
- فهم المشاعر: يجب أن يتم فهم المشاعر التي يعبر عنها الطفل ومعرفة الأسباب المحتملة وراء هذه المشاعر السلبية، بما في ذلك تحليل المواقف التي قد تكون تسببت في ظهور هذه المشاعر.
- التواصل الفعَّال: يجب أن يكون هناك تواصل فعَّال بين الطفل والمربي أو الأهل للتعبير عن المشاعر والتفاهم المتبادل. ينبغي للأهل أن يتحلى بالصبر والتفهم والقدرة على الاستماع بشكل نشط إلى مشاعر الطفل وتقديم الدعم اللازم له.
- تحفيز التعبير الإيجابي: يجب تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بطرق إيجابية وصحية، عن طريق تعليمه التعبير بالكلام أو الرسم أو اللعب، وتشجيعه على مشاركة الأخرين والاستعانة بمهارات التواصل الاجتماعي.
- تقديم الاستراتيجيات للتهدئة: يُمكن استخدام استراتيجيات التهدئة مثل التنفس العميق أو القراءة أو ممارسة التمارين الرياضية، وذلك لمساعدة الطفل على تهدئة نفسه عند ظهور الانفعالات السلبية.
- إقامة بيئة داعمة: يجب توفير بيئة داعمة ومحببة للطفل، حيث يشعر بالأمان والثقة. ينبغي مخاطبته بحب واهتمام وتشجيعه على المحاولة والتطور بطرق إيجابية.
باستخدام هذه الخطوات، يمكن أن يتم تعزيز التعامل مع الانفعالات السلبية لدى الأطفال وتحسين صحتهم الانفعالية بشكل عام.
أساليب تعزيز النمو الانفعالي الإيجابي
يوجد العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها لتعزيز النمو الانفعالي الإيجابي لدى الأطفال. أولًا، يمكن تشجيع الطفل على فهم وتعبير عن مشاعره بطرق صحية وإيجابية. يجب تعليمه مهارات التعبير بوضوح وصدق، سواء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الرسم.
ثانيًا، ينبغي توفير بيئة داعمة وآمنة للطفل حتى يشعر بالثقة والراحة في التعبير عن مشاعره. يجب أن يشعر بأنه مقبول ومحبوب مهما كانت مشاعره.
ثالثًا، يمكن استخدام التحفيز الموجه لتطوير مهارات التحكم في الانفعالات السلبية. يمكن تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والتأمل والتركيز لمساعدته في التحكم في غضبه وقلقه والتسبب في هدوء نفسه.
رابعًا، يجب تعزيز الاهتمام بتنمية مهارات التواصل الاجتماعي للطفل، حيث يمكن للتواصل الجيد أن يعزز فهمه المشترك والتفاعل الإيجابي مع الآخرين. يمكن تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة.
بهذه الأساليب، يمكن تعزيز النمو الانفعالي لدى الأطفال وتطوير قدراتهم في فهم المشاعر والتحكم في انفعالاتهم بطرق إيجابية وصحية.
النتائج والتوصيات
وبناءً على الدراسة والأبحاث المجراة حول نظريات النمو الانفعالي للطفل، توصل الباحثون إلى عدد من النتائج الهامة. أولاً، تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في تكوين الانفعالات لدى الأطفال. يعني ذلك أن بعض الأطفال قد يكون لديهم نسبة أعلى من التعرض للانفعالات السلبية بسبب تأثير الوراثة.
ثانيًا، يشير الباحثون إلى أن العلاقات الأسرية والاجتماعية تؤثر بشكل كبير في تطور الانفعالات لدى الطفل. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعيش في بيئة داعمة ومحبة ويتمتع بعلاقات جيدة مع أفراد أسرته وأقرانه، فمن المرجح أن يكون لديه انفعالات إيجابية وصحية.
بناءً على هذه النتائج، يوصي الباحثون بضرورة توفير بيئة داعمة ومحبة للطفل، وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية الإيجابية. كما يُنصح بتعليم الطفل مهارات التحكم في الانفعالات والتعبير عن المشاعر بطرق صحية وإيجابية. ويجب أيضًا مراعاة دور الوراثة في تشكيل الانفعالات وإعطاء الدعم اللازم للأطفال الذين يعانون من انفعالات سلبية بشكل طبيعي.
باختصار، يمكن أن تسهم فهم نظريات النمو الانفعالي عند الأطفال في تحسين رفاهيتهم وتطوير قدراتهم في التحكم في مشاعرهم وتعاملهم معها بشكل إيجابي.
ملخص للنظريات المطروحة
تناولت النظريات المطروحة في مجال نمو الانفعالات عند الأطفال عدة جوانب مهمة. أولاً، نظرية التطور النفسي لدى جان بياجيه تشدد على دور التفاعل بين الطفل وبيئته في تكوين الانفعالات وتطورها. وثانيًا، نظرية النمو الانفعالي في علم النفس التنموي تبرز أهمية التجارب العاطفية في تشكيل الانفعالات وتعزيز نموها. وأخيرًا، يؤكد البحث على الدور المؤثر للوراثة والعوامل البيولوجية في تحديد نمط الانفعالات لدى الطفل.
بشكل عام، توضح هذه النظريات أهمية تكامل العوامل المختلفة في تكوين الانفعالات لدى الأطفال، من بيئتهم الاجتماعية والثقافية إلى جوانبهم الوراثية والبيولوجية. بناءً على هذه النظريات، ينصح بتوفير بيئة داعمة ومحبة للطفل، وتعزيز العلاقات الإيجابية وتعليمه مهارات التحكم في الانفعالات. إضافةً إلى ذلك، يجب أن تؤخذ في الاعتبار التفسير الشخصي المتنوع للانفعالات وتقديم الدعم النفسي المناسب للأطفال.
توجيهات ونصائح لتعزيز نمو الانفعالات الإيجابي chez الأطفال
تُقدم هنا بعض التوجيهات والنصائح لتعزيز نمو الانفعالات الإيجابية chez الأطفال:
- توفير بيئة داعمة: يجب توفير بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان والحماية، حيث يمكنه التعبير عن مشاعره بحرية وبدون خوف من العقاب أو الانتقاد.
- التواصل الفعّال: يجب على الكبار التواصل بشكل فعّال مع الطفل، والاستماع إلى مشاعره وانفعالاته بصدق واهتمام. يُشجع الحوار المفتوح والصريح لتمكين الطفل من فهم وإدارة مشاعره بشكل أفضل.
- تعليم مهارات التحكم في الانفعالات: يُعَزِّز تعليم مهارات التحكم في الانفعالات الإيجابية لدى الأطفال قدرتهم على التعامل مع المشاعر السلبية والتحكم في ردود أفعالهم بشكل مناسب. يتضمن ذلك التعرف على المشاعر وأسبابها وتطوير استراتيجيات للتهدئة والتفكير الإيجابي.
- المثال الحسن: يجب أن يكون الكبار نموذجاً إيجابياً للأطفال في التعامل مع المشاعر والانفعالات. ينبغي أن يظهروا التعاطف والتفهم ويُظهروا كيفية التعامل بشكل صحيح مع الانفعالات.
- تشجيع الاحترام والتقدير: يُشجَّع تقدير المشاعر والانفعالات الإيجابية لدى الأطفال، وذلك عبر إشادتهم على التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية وإرشادهم على كيفية التعامل بشكل إيجابي مع مشاعر الآخرين.
- احتضان الأطفال: يُشجَّع احتضان الأطفال وتقديم الدعم الجسدي والعاطفي لهم في حالات التوتر أو الضيق النفسي، حيث يمكن للحضن أن يساعد الأطفال في تهدئة أنفسهم والشعور بالأمان.
- ضمان التوازن: يجب أن يتم تشجيع الأطفال على الاستمتاع بوقتهم الخاص وممارسة أنشطة مثل اللعب والرياضة والاسترخاء لتعزيز التوازن العاطفي وتقليل مستوى التوتر.